حين تحب كاتبة ستعيش جنون القلم و المداد.. ستجرب التحليق في عوالم حرف أكبر سمة فيه الصدق.. الكتابة فعل شعور.. فصاحبة القلم لا تكذب .. هي تشعر فقط و تقطف ثمار حب لتمدها إليك على طبق من شوق و يد كأم.. الكاتبة تعتبر حروفها كأبنائها تماماً تنجب ما استطاعت من الحب سبيلاً ثم ما تلبث أن تربيها بالحب أيضاً و الوفاء .. و مهما كبروا يظلون عندها أطفالاً تسقيهم من اللغة شراباً موزون الكلمات .. تطعمهم أشعاراً و قصائد .. خطو الحرف عندها كعزف ناي بين جبلين.. تتهاوى الهاوية أكثر إلى أن ترتفع.. فوق فوق.. حين تحب كاتبة فمبارك عليك الحب و مباركة عليك طفولتك التي ستعيشها كبيراً .. ستمرغك في الوعي ما لامست بأبيض ورقها قضية ما.. كأن تختبرك في وردة عند الصبح كيف تستشف ابتسامتك الروح و ماذا تعني الألوان.. الألوان المخيطة لممرات قلبها.. الألوان الملطخة للوحة في كلها.. لوحة ترسمها لك في أوج انفعالها بقوس قزح غفل المطر فملأ السحاب .. لوحة سترى أنها بعض ورود و قلب قماش صغير وردي اللون .. سترى أنها اخضرار شجيرات جديدة تنمو بإنتعاش قطرة .. و ستراها و ستراها .. لن تنفي هي لك رؤياك هذه لكنها ستبرقك بإبتسامة و تعنون اللوحة ب ” إسمك ” ..

ستعيش الحب في حرف امرأة .. ستعيش الفوضى الجميلة في حرف امرأة .. ستعودك أن تقرأ معها كتابا” في الليل .. و تسمع لشعرها قبل أن تنام . . إلى أن تعتاد الإطمئنان كما العود المهتز في عصف أوركسترا .. ستعلمك كيف تنفث العطر كقبلة والدة عند الجبين .. بكامل الصفق و الندى .. و الحياة !حب كاتبة يمرن على الجمال .. و البساطة .. يمرن على العمق حتى في عملك .. ستسأل نفسك لم لا تصبح واجباتي كأحرفها؟ أدوزنها كيف أشاء .. ببال أندى .. و بمساحات مساااحاات من الإبتكار و ابتعاد المألوف .. سيعرف مديرك بالأمر فور تبدأ لأنك ستبدو حينها كطفل يغازل الكمان وسط حقول القمح .. سيندهش .. قل له : أسكرتني هي بالحرف، و امض ..! فبماذا ستخرج من حب مألوف.. و امرأة عادية لا تسوقك لعوالم غير عادية؟ حاول ألا تحب امرأة تكتب لكن كن على احتمال الرتابة.

الكتابة و الحب كلاهما إجراء تنفس .. و حين يكونان معاً هما كفعل انتحار .. يشبه استنشاق غيمة .. غيمة محشوة بالخريف .. تجلي و عوالم علو .. أبعد من سماء .. و أغرب من إختناق أرض .. كلاهما إرهاق كمن يدوور في دائرة هو منتصفها .. و كلاهما للجمال و للفعل و لخياطة الأيام على محمل الحب و الخيال وشاحا” وردي اللون أجمل .. هروب من واقع لشوارع زخمة بالكفين الواحد .. كفان يشهد زوراً من يقول أنهما اثنان .. لشوارع مختنقة بالكمان و الهواء النسيم .. الكتابة و الحب .. إنتشال من عمق زحام .. إلى رحابة فضاء حب الكاتبة سيجعلك تعيش حياتك ببراح كبيير .. فهي لا تكره شيئا” أكثر من الأعمال الجافة الصارمة .. لا تكره شيئاً أكثر من التظاهر و الرياء .. متقبلة لأقصى حد لأنه و ببساطة تحمل قلباً كالكون في الخيارات و الفرص و الأمنيات الراقية .. بحرفها تغلف هذا القلب .. ستعطيكه حين تثق فيك كوردة .. لكن عليك أن تكون على حذر أن تجرح وردة ستختقك بعطرها ..! أنتم الرجال تخافون الحب فتطلبونه أهدأ مما يجب .. الحب احتراق .. لا يسلم من الإضطراب .. الكاتبة يمكنها أن تحب بعد الحب الأول ..لأن القلم و كما يحتاج لمشاعر خاصة و هي رهينة هذا القلم .. ستبرئ جرحها بقلمها أيضاً و تستطيع أن تنجب آخر .. الكاتبات يقوين أنفسهن بهن .. الحب يمكنه أن يشعل القلم و ان انتهى سيشعله لكن بلهب آخر .. الكاتبة لا توقف كتابتها لمجرد استقالة من حب .. ذات الاستقالة دافع للكتابة اكثر . صاحبات الحرف حبهن المنتهي موجع .. لكن حبهن المعاش شئ آخر .. و يمكن للرجل أن يجعله حباً معاشاً .

الكاتبات يرهقهن الشعور حتماً و هارباات في المقام الأول إلا من قلمهن.. و لن يفوز رجل بحب كاتبة .. و لن ينعم بها ان لم يكن فاهماً متفهماً .. مرناُ و محباً.

2 comments on “روشتة، عليكَ بحُب كاتبة!

  • فاضلتى نحن معشر الرجال نغار من تلك الأقلام وتلك الكتب التى ستأخذ من وقتها عنا , فإن إحترقنا بنار الحب فيكيف لنا ان نرضى بأن يشاركنا فيها أحد , نخشى على تلك الأنامل من تلك الأقلام , “أوليس القلم مذكر ؟” , ونغار أيضا من تأخذها الكتب عنا , نخشى ان تُرهَق تلك العيون بحبها للكتابه , …

اترك رداً على malazsiddigothman إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *