خاطرة..
عن كتاب ( إنيَّ رُزِقتُ حبها )

عبارة نحفظها جميعاً.. تهز جذع قلوبنا من عمقها.. نتمناها.. نعرف قائلها.. لكن ليتنا نفهمها.. نفهم لماذا قالها صلى الله عليه وسلم؟ و من التي استحقت حقاً أن يقول عنها نبي الله ثلاثة كلمات أوجزت المودة و المحبة.. و أعطت درساً في الوفاء و البَسطةٍ.. و اختصرت على القلب شعوراً و حِساً في كلمة..
قالها عليه صلوات الله و سلامه عن زوجته.. حبيبته.. نعم حبيبته.. و رفيقة دربه و أم عياله.. و ربّة منزله.. و صاحبته عند بداية طريق رسالته.. و معينته منذ أن بدأ الوحي ينزل على قلب الرسول أن اقرأ أن اقرأ.. يجري إليها فتستقبله.. يهرع إليه فتضمه.. يهدأ روْعه.. عند خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و أرضاها..
قرأتُ الكِتاب.. شعرتُ و بكيتُ جداً.. أرغب في إعادته أخرى.. و الآن.. هذه الخديجة تلمس فطرة كل منا.. تلمس نفحة الطيبة و الحنية و الأم التي في قلب كل منا.. أقرأتي هذا الكتاب؟ كيف كان شعورك حين يقال عن حزن الرسول؟ عن ضيق قلبه صلى الله عليه ؤسلم و حين خاف الناس عليه الحزن قال:
( كانت أم العيال و ربّة البيت)
حينما توفيت.. حينما غادرته.. حينما جعل يمسك ذكراها.. و يتحدث بفضلها.. و يقول وقفت معي حين تركني الناس.. و صدقتني حينما كذبوني.. و أعطتني من مالها عندما منعوني.. و آوتني في منزلها عندما قرر أهل مكة منع التجارة حتى يسلموه للقتل..
أتعرفين ماذا يحتاج الرجل عزيزتي؟
يحتاج للدعم.. للثقة.. للتصديق..

هو ليس فارساً يهَبُ لكِ كنوز الدنيا في يديك.. هو نبيٌٌ في حياته.. و رحلاته.. و واجباته.. لا تُحَمِّليه ما لا طاقة له به.. لكن كوني طاقته ليحمِل أفضل ما فيه لكل بؤرة للعطاء يحتاجها هذا العالم..

أتعرفين ماذا ينقص الرجل عزيزتي؟
يعترف هو بنقصانه حين يشعر حقاً أن من اختارها هي مُكَمِّلته.. يعترف بنقصانه حقاً حين تملأ بما يفيض به قلبها شروخ صدره.. احتراماً و تصديقاً و كفاية..

هذا ما فعلته أمنا الجميلة خديجة.. لزوجها نبينا الكريم..

كانت تكبره سناً..
كان هو من يحمل مالها لتشغيله..
هي من أعجبت به و بادرت بخطبته عبر صديقتها..

هي من وثقت..
هي من أوضحت..
هي من فعلت..
هي من أعطت..
هي من بدأت..
هي من صدقّت الأمين..

فقبِلها..
فصدقها..
ففرح بها..
فحزن لفراقها..
ذهبت عنه و افتقدها..

فهرِع إليها حين خاف..
ذهب إليها حين فزِع..

و إنه رُزِقَ حُبَّها <3

يارب، اصلح ما بين صدورنا من قلوب..
اللهم و ارزق حُبَّنا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *