السابع و العشرون من نوفمبر_ العام 2016
التاريخ الذي لن ينسه العالم.. و لن ينساه السودانيون.. لا للثورة أو للإعتصام أو للعصيان.. إنما لأنهم كانوا اليوم على كلمة واحدة، كوننا كسودانيين عرفنا النور الأول لنعيد (الثقة) فينا كمواطنين سودانيين فقد بدأنا في حشد بصائرنا لآخر النفق.

3
بدأ العصيان المدني السوداني اليوم السابع و العشرين من نوفمبر بهدف تحقيق خسائر مادية مالية للحكومة من خلال بقاء المواطنين في منازلهم دون الخروج للعمل أو الدراسة، الهدف ليس التغيب في حد ذاته و إنما التأثير غير المباشر.. و منذ صباح اليوم بدت الشوارع في العاصمة هادئة جدا علما بأنه يوم الأحد الذي يُعتبَر أول أيام مواصلة الدوام.. يوم الإزدحام في الشوارع و المواصلات العامة.. ما كان هدوء الشوارع إلا مُبَشِراً لوحدة الكلمة.
و سيستمر لثلاثة أيام..

” أوصل صوتك و اعمل له لكن لا تنتظر أن يُعمَل لك “.. الحق لا يُطلَب الحق يُؤخَذ. لكن حقوق السودانيين و واجباتهم وصلت لدرجة التمييع حتى تشابه الحق و كأنه أ ُعطية..

1

كتبتُ مساء أمس و قبل اليوم الأول للعصيان على حسابي الخاص على موقع الفيس بوك:
(لا تعلمونهم ان ضاقت عليهم بكم.. و لا تعلمونهم إن فاضت بهم بفسادكم و سبق إصراره.. و لا تعلمونهم إن اتحدت لهم قائمة.. أرض الله واسعة.. لكن أرضه ليست حِكرهم. )
قرابة 63 % من المواطنين السودانيين كانوا تحت مظلة واحدة #السودان_عصيان_مدني_27 نوفمبر و بتقرير من BBC.. لثبت نجاح اليوم الأول من العصيان المدني السوداني.. بدءا بالعاصمة و عدد من الولايات.

هذا ببساطة ما استطعنا البدء في تحقيقه  اليوم .. ضاقت علينا في الغذاء و في الدواء و أمننا و أماننا.. بلد ينام فيها المُفسِد ليلا و يصحو ليُواصِل فساده و هواه لن تقوم لها قائمة إلا بشعبها.. لكن تحدي الشعب الآن كيف يصل لنقطة مشتركة واضحة؟ كل منا واعٍ تماماً لأن العصيان المدني الذي بدأه مواطنو الخرطوم ما بدأ عن مخطط واضح و لو على المستوى الشخصي.. ما قادنا عن عصيان اعمالنا.. أو التغيب عن مدارسنا و واجباتنا شئ كالحال الذي آل إليه سوداننا.. فاض بنا و فاضت به.. آخر شهرين بدأ بزيادة أسعار المواصلات العامة إلى الضِعف.. ثم غلاء العيش “الرغيف” لتصبح الرغيفتين بجنيه سوداني بعد أن مر علينا زمان كانت العشر رغيفات بجنيه، ثم الطامة الكبرى رفع الدعم عن الدواء.. كيف ستعيش و إحتياجاتك الأساسية تفوق حجم دخلك؟ إنه الموت أيها العالم لا شئ غيره.

بدأت الدعوة للعصيان المدني عبر مواقع التواصل الإجتماعي.. بعد حملة #أعيدوا_الدعم_للأدوية.. بدأ و تحت هاشتاق  #السودان_عصيان_مدني_27_نوفمبر على الفيس بوك.. ثم أعلى Trend  على موقع التويتر و بمشاركة من السودانيين بالخارج و دول الخليج.. يكفي أننا أوصلنا ما نريد للعالم و ما زلنا.. كبرى القنوات الفضائية تتحدث.. لعلها تحدث أثراً حقاً.. ما يؤلم أن الجهات الإعلامية السودانية ذاتها تنفي ما يحدث في الشوارع.. مشكلة السودان إدارية بحتة.. سُلطة تعجن عمود قائمتها بالكذب حتى تزين لهم..

15241222_1333282513382696_369274174448378890_n

المواطن السوداني إنسان، لا يفعل ما يفعل للخراب أو الضرر.. إنسان له حقوق أساسية ضائعة، قلبه على بلاده.. لكن بلاده ضاقت.. كما قال أحد: لو لم ينجح العصيان إلا في إعطائنا الأمل في التغيير… لو لم ينجح إلا في ذلك لكفاه .

#السودان_عصيان_مدني_27_نوفمبر
#العصيان_المدني_السوداني_في_يومه_الأول

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *