هل جاءتك رغبة فجائية في أن تكتب؟
كمس شيطاني؟
أو حمى ليلية؟
قلبي مصاب بالوهن، لا شئ يقتل كالإنتظار، كالخذلان، ككل شئ ينهش الروح و كأنها حجر.. و أنا يقتلني الخيار المهدد بالخطأ!
“ابكِ ملء قلبك ما انفطر انتظارا و خُذِل..
ابكِ على أمنياتك التي بنيتها أعواماً و عند أول خريف تساقطت صفقاً جافاً..
ابكِ يا قلبي.. و لا تخجل..
ابكِ ما هز الصراخ زوايا كُلِك..
لماذا هذا الوجع الطويل؟ ها؟ “
تمنيتُ مِراراَ لو كان صوتي عذباً.. أريد أن أغني.. كعصفور في الريف الإنجليزي.. للصوت وصلة بعيدة.. توصل الحِس.. أريد أن أغني لا أن أكتب.. ألا أُضطَر لأزين الكلمات و التوريات الصعبة.. ألا أُضطَر لشرح ما أكتب.. حين أكتب كما أريد يُشبه النص الطلاسم.. أحبها هكذا، إنه كل شئ بداخلي و أنا الحرف الفرعوني الذي أحتاج تفسيره..
هل نكتب ليُقرَأ لنا؟
أم نكتب لنُفضَح؟
أم لنتذكر براعتنا في اللغة و النحو؟
أم لننافس القصيدة في التعبير و البلاغة؟
تمر عليَ هذه الأسئلة كأغنية، و شجن آلة الكمان التي تعشقها صديقتي التي تجهل العزف، و ليالٍ طويلة .. تمر علي فأبكي.. إني أكتب لأبكي.. حرف الباء يُنصِف كلي بين قلبٍ و جسد.. لا إلى ذاك و لا إلى ذاك.. أريد أن أنادي على الكون أنِ املء لي الأقمار جِرَاراً من ضحكاته لليل “الطويلة دقاتو” أنا التي تحب في الرجل غموضه و تمهر الغوص آخر بقعة فيه.. هذه رحلة الحُب ذاتها.. لا أكتشفه بل استكشفه.. لا أُحادِثه إنما أفهمه.. لا أسمعه لكني أُنصِته.. يكفي أن يصمُت لأنتبه.. و أن يتضجر من رَهَق المشوار لأفهم “كل” الكلام.
“You Say it BEST
“When You Say Nothing at all
_______________________________
ألم تخبروا بعضكم يوما بتجارب جميلة؟
و تضحكوا على حماقات و طفولة؟
ألن توصوا بعضكم ببعض أكثر فأكثر؟
ألن يحمل ما بينكم من الصفاء ما يشف الزجاج ؟
ءأخبركم سرا؟
اقطفوا الورد على نية أن توزعوه بعشوائية.. ثم تمتعوا ببركات السماء.. أعلم لم يعد هذا سرا الآن، هذا ما أقول عنه حبا ، يبقى (واسعا) بالوسع بينكما.. يبقى (خاصا) كالشعور بينكما.. لا تخبئونه و لا تفسرونه و لا تفسدونه بالبوح الكثير.. احفظوا بعض الكلام للفعل.. و بعض الوئام للكل مرآة عاكسة لجدول الماء الذي يسري بين شاطئيكما على إتفاق و إتساق..
_______________________________
حين لا نعرف مواصلة الكتابة نستعين بالأرشيف.
ملاذ صديق عثمان
الشجن الأليم
و تبقى إنت الظالم القاسي النِسى 🙂